Admin مدير عام المنتدي
الابراج :
عدد الرسائل : 334 العمر : 44 الموقع : www.felaha.forumarabia.com المزاج : مرح البلد : بلاد الاسلام الجامعة : كلية العلوم البيطرية نقاط : 6306 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
| موضوع: عندما يتكلم أردوغان ويسكت زعماؤنا العرب - أيمن خالد الأحد يوليو 19, 2009 7:59 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الأزمة التي يعيشها مسلمو الصين في تركستان، لم يتكلم زعيم عربي بشأنها، بينما تكلم أردوغان، الذي تتمنى كثير من الشعوب العربية لو كان زعيماً عربياً، كما تشافيز، كما كثير من الرجال في هذا الزمن الصعب، الذي يطأطئ فيه زعماؤنا رؤوسهم، ويدفعون شعوبهم إلى غاية الذل والخنوع.
بالطبع نحن عذرنا في عدم ارتفاع صوتنا اننا تخلينا عن الاسلام لصالح مشروعنا القومي الذي لم يتمكن حتى اللحظة من أن يحقق إلا سيل الشعارات البراقة، فـ«بلاد العُرب أوطاني» لم تحقق هذه المعادلة، ولا نزال نتراشق ونختلف ونتصارع على أي شيء وعلى لا شيء.. اللهم أن نختلف فقط.
لم يستطع العرب حماية انفسهم، فكيف يمكنهم ان يدافعوا عن تلك البلاد التي تصلي لله تعالى وهي تعلم ان القبلة هي في بلاد العرب، وتحج الى بلاد العرب، ويحبون العرب حباً برسول الله |، وكان يمكن ان يكون في بلادنا معتصم واحد يغضب لمصاب امرأة ويشد لها الجيوش، لو أن همّ العرب كان غير ما هم فيه، ولو ان واقعهم كان مختلفاً، ولو انهم على الاقل فكروا كيف يشكلون حالة واحدة يجمعون فيها انفسهم رحمة بشعوبهم.
يأتي كلام اردوغان، وربما يظن بعض الاتراك ان الرجل يخصّهم وحدهم، ولكن الشعوب العربية التي تتابع الاخبار، وهي من شدة وجعها مغرمة بها لأبعد حدّ، فهي تعرف الأسماء في عالم السياسة جيداً، وربما لا يعرف كثير من الاتراك ان اسم اردوغان وأغلو وغل وغيرهم ممن يحفظهم شعبنا ويعرف عنهم اكثر مما يعرف عن وزرائه، وربما نحن الاعلاميين لا نعرف احياناً بعض الوزراء، لكننا ككل الناس نتابع كل حركة وكل سكون في تركيا، وتابعنا صرخة اردوغان في منتدى دافوس، وكان الشعور العاطفي يتأجج بداخلنا، وكنا مع صوته نتخيل السلطان عبد الحميد رحمه الله.
لا شك ان تركيا تفخر بنفسها اليوم وعلى رأسها قادة استطاعوا ان يخرجوا من تركيا الى العالم، فتنظر اليهم شعوب الجوار وبالذات العرب باحترام بالغ، وهو سرّ تركيا ومستقبل تركيا التي يناسبها تماماً ان تكون قوة كبيرة في عالم السياسة، وهذا يحتاج جهداً كبيراً وثباتاً في ارض باتت تصدّر الى العالم من جديد اصوات أناس يبثون فكر الحرية والعدالة في الكون وقيمهما النبيلة.
ولا شك أيضاً أن البلد الذي يرى هموم الناس من شرق الأرض الى غربها، يستحق ثناء شعوبنا العربية، ونحن بدورنا عندما يكون جارنا بهذه الروح النبيلة نشعر بالأمان وننظر الى المستقبل بتفاؤل كبير، فالأيام القادمة تعني أننا سنكون شركاء الخبز والماء والهواء وحتى الدم ايضاً.
لقد صمت زعماؤنا العرب لأن الضعفاء لا يستطيعون الكلام، ولأن الأمة العربية منذ انهيار الخلافة لا تزال ترزح تحت نير الضعف والتهميش وابتزاز القوى المستعمرة، ولا تملك أغلب الدول من امرها شيئاً، لكن الشعوب التي تعيش مرارة الجرح تدرك أن العرب لا يستطيعون حل مشاكلهم دون العودة الى اطار اكبر من الاطار العروبي الضيق الذي لم يقدم لنا بعد شيئاً.
لم يستطع اردوغان ان يكون عربياً، ولو انه كان كذلك لكان الأمر مختلفاً، على الاقل لتفاءل كثير من العرب.
أيمن خالد الامان | |
|